من بين رماد الغابات المشتعلة، وركام الأرض المحترقة، مشهد موجع يرويه ريف اللاذقية بعد أيام من الحرائق المتواصلة، ومعاناة يحكيها أهالي قرية الزويك في جبل التركمان بريق المحافظة بعد خسائرهم الكبيرة بأراضيهم المزروعة وبنى قريتهم التحتية.
ففي ريف اللاذقية أخمدت النيران، ولكن ٱثارها لم تخمد بعد، ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية فيها من أشجار الزيتون والرمان وغيرها، التهمتها النيران، وبقرية الزويك امتد اللهيب ليصل إلى منازل الأهالي، مخلفا أضراراً طالت كل شيء.
حكاية معاناة يرويها غسان كنعان أحد أهالي القرية، حيث وصف المشهد المروع بقوله: ” النار أحاطت القرية في أطرافها ووسطها، ووصلت بسبب سرعة الرياح إلى داخل المنازل، لينتشر الذعر والخوف بين السكان.
قرية الزويك احترق فيها بسبب الحرائق أكثر من ٢٩ عموداً للكهرباء، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي والمياه أيضاً عن عشرات العائلات، في حين يؤكد الأهالي أن أكثر من ٨٠٪ من أراضيهم الزراعية التي يقتاتون منها قد احترقت، وخسائرهم أقل ما يمكن وصفها بالكارثية.
حتى رعاة الأغنام طالتهم لهيب هذه النيران الكثيفة مع مواشيهم، كما عبر محمود عنبر أحد رعاة الأغنام عن مصابه بقوله: “الحرائق لم تترك شيء، والمواشي انقرضت، ولا مياه ولا كهرباء حتى الساعة هنا، ولم يسلم أي شيء على وجه الأرض في قريتنا”
أما يوسف سلامة صاحب كرم الزيتون شمالي القرية قال: ” لقد انهارت وسائل عيش المواطنين في القرية، واحترق موسم الزيتون “
الحرائق الأخيرة في ريف اللاذقية دمرت ما يقدر بأكثر من ٦ آلاف هكتار من الغابات والمزروعات، حيث انتشرت معظمها في جبل التركمان وجبل الأكراد، ليبقى الأهالي بهذه المناطق المتضررة يعانون صعوبات مضاعفة، وسط مطالب بإنقاذ ما تبقى وإعادة ما يمكن ترميمه، وتبقى قرية الزويك تجسيد حقيقي للمعاناة التي خلفتها الحرائق الأخيرة، والتي تحتاج إلى التدخل السريع والحلول المستدامة.